إجماع في واشنطن: طهران تريدها حرباً!

Ahmed Quraishi
3 min readJul 18, 2019

--

* تعزيزات عسكرية أميركية نوعية إلى دول خليجية عدة بما فيها قطر وعمان
* الحرس الثوري يستهدف ناقلات النفط والسفارات الأميركية لاستفزاز واشنطن واستدراج رد عسكري فوري

كتب — أحمد القريشي:

اجماع متزايد بين القادة العسكريين الأميركيين في واشنطن والعواصم الخليجية على ان إيران تريدها حربا، هو السبب الرئيسي وراء القرار بإرسال قوات عسكرية أميركية إضافية لمنطقة الخليج، وقرار إدارة الرئيس ترامب إرسال نحو 500 جندي أميركي، الذي كشفت عنه شبكة”سي ان ان” الإخبارية أمس، لتكون طليعة نحو ألف جندي سيتم نشرهم قريبا في قواعد لم يعلن عنها بعد، لكن يتوقع أن تتوزع القوات الإضافية على سائر دول الخليج، بما فيها قطر وعمان.
وتحدثت مصادر عسكرية متابعة عن تطابق تقديرات عسكرية واستخبارية أميركية عدة مع تقييم إدارة الرئيس ترامب بأن إيران تتأهب لحرب “سريعة وخاطفة” تعيد توازن الوضع السياسي الإقليمي والدولي لمصلحة العودة إلى الاتفاق النووي، وتفرض تراجعاً أميركياً عن موقف واشنطن ربط الاتفاق بوقف دور الميليشيات الإيرانية في المنطقة وإنهاء برنامج الصواريخ الباليستية.
وثمة قناعة حاليا بأن إيران ترغب في حرب سريعة “عاجلا وليس آجلا”، وأن التأخير في بدئها لا يصب في مصلحة طهران، رغم تصريحات مسؤوليها عن أن ايران لن تبدأ حرباً، واخرها تصريح وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى شبكة” ان بي سي” الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، غير أن تحركات الحرس الثوري لا تعكس هذه السياسة، بل تتناقض بشدة مع الرسائل الخفية التي ترسلها طهران الى عواصم خليجية عن انها لن تبادر الى الحرب.
وآخر هذه التحركات التقارير عن خطف الحرس الثوري ناقلة نفط من المياه الدولية قرب مضيق هرمز. ورغم خطورة هذا التطور، فضلت واشنطن وعواصم المنطقة عدم التعليق عليه ريثما ينتهي المتخصصون من تحديد ما إذا كانت الحادثة تمثل عملية قرصنة من قبل دولة وفق القانون الدولي، لكن الخارجية الاميركية اعلنت بعداعتراف الحرس الثوري أمس بخطف الناقلة “ يتعين على ايران التوقف عن هذه الانشطة غير المشروعة، الافراج الفوري عن طاقم السفينة”، فيما اكدت” مواصلة تعاونها” مع حلفائها”لمنع استمرار النظام الايراني في عرقلة سلامة الملاحة والتجارة العالمية”.
ويتضح جلياً أن الحرس الثوري يخطط لاستفزاز القادة العسكريين الأميركيين في المنطقة لمواجهة سريعة ومحدودة تستبق إرسال تعزيزات أميركية، في ما يبدو أنه جزء من خطة أكبر ذات جوانب سياسية وعسكرية دولية، قد تنتهي بتخريب حسابات الرئيس ترامب، واضعاف الولايات المتحدة أمام الاتحاد الأوروبي والقوى الدولية، وفرض العودة الى الاتفاق النووي وفق شروط إيران.
ممارسات الحرس الثوري الأخيرة، مثل اسقاط الطائرة الأميركية المسيرة، والهجمات ضد السفارات الأميركية والبحرينية (وربما التركية) في العراق، والهجمات ضد السعودية من الأراضي اليمنية، واستهداف الناقلات، كلها استفزازات تهدف الى خلق وضع يفرض رداً عسكرياً أميركياً فوراً، ومن دون تأخير.
الا أن التخوف هو أن الرد العسكري الأميركي لن يعقبه رد عسكري إيراني فقط، بل سيتعداه الى سلسلة من الخطوات السياسية والديبلوماسية، بالتعاون مع لوبيات أوروبية وأميركية موالية لنظام آيات الله. وأحد أقوى هذه اللوبيات ذلك الموجود في الولايات المتحدة، ويعمل بقوة على مدار الساعة للترويج لوزير الخارجية الإيراني أثناء زياراته الى نيويورك.
وتعول مجموعات الضغط الموالية لطهران في الولايات المتحدة خصوصا على المعارضة الأميركية للرئيس ترامب، وحاجته للاستقرار السياسي وهو يدخل مرحلة انتخابات التجديد النصفي.
اضافة الى ذلك ثمة تكهنات بأن الحرس الثوري الإيراني قد يرى أن حرباً سريعة وخاطفة لن تمنح واشنطن مهلة إرسال تعزيزات، ومع الانتخابات النصفية الاميركية والضغط الدولي، ستتمكن الحكومة الخمينية من الحفاظ على ميليشياتها وبرنامجها الباليستي، والعودة الى الاتفاق النووي، اذ ان المؤكد هو ادراك طهران أن إطالة أمد النزاع السياسي وترك العقوبات تعطي مفعولها سيضعف نظام الملالي الى درجة تصبح معها إعادة تقوية النظام بعد رفع العقوبات شبه مستحيلة.

Originally published at https://al-seyassah.com on July 18, 2019.

--

--

Ahmed Quraishi
Ahmed Quraishi

Written by Ahmed Quraishi

Journalist with an eye for stories hiding in the grey area between national security, changing societies, and human rights in the MENA region.

No responses yet